Khamis, 13 Mei 2010

صفقة مع إبليس





اعتزمت حكومة الماليزية منح رخصة رسمية لممارسة القمار بمناسبة بطولة كأس العالم 2010؛ تفادي الأزمات من مزاولة المقامرة المتوقعة ذيوعها أثناء المبارات، حسب ما تقلته وسائل الإعلام على لسان نائب وزير الاقتصادي المسلم السيد أواغ أديق. كما أشار الوزير أن الإقبال على المقامرة سوف تتزايد بالكثافة، فيصعب على الجهات المعنية الضبط والانضباط، وبالمقابل تعود واردات الرسوم إلى خزانة الدولة، ثم إنفاقها من جديد لمصالح الرياضة العامة في البلاد.


وفي سياق آخر أكد وزير الاقتصاد ورئيس الوزراء المسلم أن واحدة من شركة المقامرة المحلية تقدمت لتنفيذ المشروع بطلب رسمي، غير أن الحكومة لم تزل تدرس المشروع بكل جدية. ويرى المحللون السياسيون أن شغف الدولة، وأولوياتها في الوقت الراهن هي حفر الآبار وشق الينابع؛ لاكتشاف الواردت الجديدة نظرا إلى عجز الميزانية التي تعانيها الحكومة الآن. وأقرب أدلة على ذلك قررت الحكومة وقف بعض المخصصات المالية لدوائر الحكومة منها وزارة التعليم والصحة.


واليوم أعلنت رسميا أن الصفقة منحت لشركة BERJAYA أكبر مؤسسات المقامرة في البلاد التي امتلكها رجل أعمال بوذي- مسيحي المقرب إلى رئيس الدولة وحلفائه.. ويتوقع أن هذه المقامرة سوف تزود الحكومة بالعائدات الكثيرة لخزانة الدولة؛ وذلك نظرا إلى التقرير الذي نشر في المجلس النيابي أن 2.37 بليار ريغكيت تم حصولها من واردات المقامرة في السنة الماضية كما أنها السند القوي لدعم الدخل القومي للبلد، وجلب السياح، وانتعاش الاقتصاد بلا نزاع .


قامت فئات الشعب من التكتلات السياسية المعارضة، والمؤسسات غير الحكومي، والمجتمع الإسلامي ذوو الوجدان والضمائر بالاستنكار والشجب؛ اعتمادا على أنها مخالف مع نهج الدولة التي تعزز بالاسلام، وتفتخر به، وأنها دولة إسلامية فكل مبادرة إلى توسع رقعة المقامرة في البلاد خطوة تهدف إلى المخاطرة لتلاحم الشعب، وتعرضها إلى الانفكاك الأسري، والوقوع في المشاجرة والعداء، والضياع في متاهات الديون والقروض.


ومن سوء حظوظ مجتمعنا الهائجة أن الاستنكار والهتافات التندد عادة لم تثمر ولن تنمو أي تغييرات جذرية لسياسة الدولة وقراراتها، وإن كانت هذه القرارات مخالفة للشريعة ومعرضة لغضب الرحمن. وليكن المقبلون على اعتراضها من أقوى الرجل سياسة وأزكى الناس سيرة وأفقه الأنام علما لم ينفعهم عملهم في هذه الحياة الدنيا.


معركة الحجة والبراهين مع جبروت الدولة التي تدمن على السلطة، وتحلم على الثروة معركة خاسرة كاسدة، والإصرار في مواجهتهم بكل ما يمتلكه المجتمع من قوة مأجور عليها. وفي أقل التقديرات أنهم استجابوا للقدر و تصدوا للمنكر ويعلمون يقينا أن نهوضهم صفقة مع الحق لا صفقة مع إبليس.