بالأمس الدابر احتفلنا بعيد الفطر المبارك عسى أن يعيد الله علينا اليمن والبركة والإحسان وكل عام أنتم بالف خير واليوم كعادته عدت إلى الدوام مجددا بشوب من التقاعس والملل ولله الحمد تمكنت من العودة إلى أرض الوطن خلال هذه الإجازة غير القصيرة فانتهزت كل طاقتي بمعايدة الأحباء والأقرباء الدانية منها والقاصية ومن حسن حظي هذه السنة استطعت أنا وثلة من الإخوة بزيارة أستاذنا الشيخ فهمي بن زمزم علية كلائة الله ورعايته وأحسب أاني لم أعد ألقاه لفترة دامت سنة أو أكثر
فقد أطلعنا أستاذنا عن مشارعه التربوية والخيرية التي قام بها سيادته في بنجر ماسين بكل نهم وسرور كما كنا قد استمعنا إليه بكل شغف وبالفعل كانت الدهشة تغمرنا والنشوة تحفزنا والشوق ينتابنا فلم تمض برهة من الزمان استطاع أستاذنا لم شعث الراغبين في العلم والمحتاجين إلى العلماء بارتياد إلى مجمعه طوعا عن أنفسهم
وفي النهاية عملنا جولة مفصلة بزيارة بعض أساتذة المعهد مستطلعين عن أخبارهم ومطمئنين عن أحوالهم وكنت قد شكرت الإخوة خريجي لاعيتن اندونيسا أخونا عبدالله وعثمان وزعيم وذاكرالدين وناظم بإعداد هذه الجولة وأحسب أنها ضرب العصفورين بحجر واحد ولكن من سوء حظي لم أبق معهم طويلا لموعد وعدت اقواما
أمر أود التحدث عنه نحن معاشر خريج المعهد أرى اليوم فينا - وأنا منها - نكسة إذا جاز التعبير التي تتسرب في الكيان شيئا فشيئا فأين لنا التودد والإخاء والتآسي أو على الأقل التراحم للمعهد والقائمين لها والكل منا يعلم حياة المعهد تسير الآن كعادتها قبل عشرين عاما إخلاصهم لله هو الأجر الوحيد يتقاضون به حياتهم اليومية ليست لديهم ما يتمناه العامل الأجير في آخر الشهرمن قبض وتصريف ولكن صمودهم قد تجعل الجبال الرواسي مفككة فهل من الصعوبة بالمقام أن نزورهم ونتلمس من أيديهم الدعوة الصالحة