Isnin, 11 Januari 2010

الله ..... رب يشهد أم إله يعبد

تشهد ماليزيا مع بزوغ الفجر الجديد لعام 2010 جدلا ساخنا، إثر رفع الحظر من استخدام اللفظ الجلالة في حق صحيفة هيرالد التي أصدرتها الطائفة المسيحية خاصة في ولايتي صباح وساراواك بجزيرة بورنيو، حيث تسكن معظم العشائر التي تحولت الى اعتناق المسيحية منذ أكثر من قرن من الزمان، ومن غير نكير أنهم قد استخدم هذه الكلمة من لحظتها

القرار المفاجئ من قبل المحكمة العليا في نهاية العام الماضي حسب استطلاع الرأي العام، قد أدى إلى نشوب المخاوف المتزايدة من قبل المجتمع الإسلامي المحليين باعتبارهم أصحاب السيادة والأحق بذلك، نظرا إلى الظروف المحاطة بها الشعب ملايو ابتداءا من دخول الإسلام إلى جنوب الشرق آسيا لا يعرفون ربا سوى الله عزوجلا، ولا يزاحمهم أحد أو طائفة غير المسلمين، كما أنهم يشكلون 60 بالمئة من مجمل تعداد السكان البالغ حوالي 26 مليون نسمة، فهم أحرى بهذا الاستخدام

على الرغم من استخدام كلمة الله ليس محتكرا من قبل المسلمين وحدهم، ولا يملكون حقوق الطبع من فوق السبع السموات ليمنع بها الآخرون ويجبرهم دفع التعويضات أو يوقعهم في المرافعات القضائية، ولا يقول عنه أحد من الأئمة المعتبرة بل نحن على يقين أن هذه التسميات قد استخدمها من قبلنا كفار مكة "و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله" اعترافا بهم بالخالق الخلاق غير أن واقع الحياة لدى المجتمع الماليزي تفرض عليهم نوعا من التحفظ والحيطة لارتباطها بعمق عرف أهل البلاد كما أشرت إليها سابقا

اليوم طفت القضية من مقاعد المحكمة إلى ملاعب الاحتجاجات والاستنكارات في أماكن متفرقة تندد القرار الجائر، فاستجابت بها الحكومة بطعن القرار وإرجائها لوقت غير معلوم حتى تستأنف من جديد . ومهما يكن من أمر السؤال المطروح إذن ما هو غرض المسيحين الكاتوليك باستخدام هذه الكلمة بشكل قانوني لأول مرة في تاريخ ماليزي المعاصر بعد أن تكدست الأسواق بالمنشورات التبشيرية تحمل كلمة الله فلم يأخذهم أي ملاحقة قانونية. أليس هذا من قبيل التحفيز والتدعيم غير المنطوق لمطالبة الحقوق الرسمية في ظل عجز هيئات وآليات الرقابة معلنا بها عن استعدادهم لحملة التنصير الواسعة النطاق ونقل عتادهم وأساسهم في ربوع الأرض وعرضها

تغلغلهم اليوم أصبح حقيقية واقعة مكشوفة وفي العاصمة وماجاورها لاذ خلق لا بأس بها بالفرار إلى اعتناق دين جديد تاركين ربا لم يلد ولم يولد إلى رب زعموه الاله أبوه ثم نصبوه بجهلهم إله ثم قالوا أنهم صلبوه. عميلاتهم تقوم على قدم وساق في مختلف شرائح المجتمع الميسور منهم والمعسر خاصة الطلاب الجامعي. فليس من الغرابة بمقام أن ارتاد كنيسة اليوم شخص سيمته سيمة ملايو مسلم حتى قيل أن هناك كنيسة أنشئت خصيصة لهؤلاء النوكى المرتدين الجدد وأساقفها من بني جلدتهم

ويؤسفنا للغاية مواقف البعض من حاملي الشهادات العليا والدراسات المنمقة تجاهلهم وقصور انتباههم عن مصالح المسلمين بأجمعها داخل البلاد أليست الشريعة المطهرة تقول : درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح, غير أن دراستهم للقضية أصبحت عكسية يقفون موقف المساندة والدعم تجاه النصارى بحجة سطحية نابعة عن العقل المجردة والأدلة غير صائبة. وإني على يقين أن الهدف منها مجرد الإبداء بالرأي السليم الداعي إلى التعايش السملي والتعاون المشترك وليست في نفوسهم غبرة من الشكوك أن إلههم هي آلهة يعبدها النصارى واليهود أو غيرهما. نواياتهم صافية داحضة لإرغام الناس إلى الاعتراف بالواحد القهار

عبارتنا شتى وحسنك واحد # وكل إلى ذاك الجمال يشير

على الصعيد المحلي مثل هذه الأفكار لا يرجى منها الخير لأسباب يعود أساسها إلى ضعف المسلمين وحكامها. الدعوة الإسلامية الآن محصورة في أغلب الأوقات لا تتجاوز عتبة المساجد والداعية إليها محاط بالقيود والشروط ما أنزل الله من سلطان والمقبلون عليها جماعة من العكازين وأشباه الشلل ظنا منا أن الإسلام بقي محفوظ من السموات العلا والقانون يحمينا من الدعوة إلى الارتداد كما في البند 11(4). أما حكام بلادنا تحدث عنهم ولا حرج وإلا لما قيل أن ماليزيا بوتقة الانصهار والذوبان ولله الأمر من قبل ومن بعد