Isnin, 2 November 2009

إذا هبت الرياح


لعل أحدث واقعة وأكثرها رواجا فى الأيام المتأخرة إلقاء القبض على الدكتور محمد عصري وإحالته إلى المحكمة بتهمة نشر الدين بدون الترخيص غير أنه أفرج عنه بالكفالة من قبل الإدارة الشؤون الدينية لولاية سلانجور وهي الجهة المعنية باتخاذ هذه الاجراءات الحاسمة كما أعلن مسؤول الإدارة أن المرافعة سوف تبدأ رسميا بعد إنهاء إعداد محضرالتحقيقات بخصوص المخالفات


تأتي هذه الأحداث متزامنة مع عرض فخامة رئيس الوزراء لمحمد عصري بتولية رئاسة كبرى مؤسسات الدولة المعنية بشؤون الدعوة الإسلامية داخل البلاد ومن الجدير بالذكر أن المنصب تحت طائلة الشغور بعد إقصاء رئيس المؤسسة الحالي نخاعي أحمد الذي تولى الرئاسة لعقد من الزمان

وقد بات الأمر عند مسامع الناس عندما رفض نقباء محامي الإسلامي تعيين محمد عصري المنصب برفع المذكرات إلى صاحب السمو سلطان ميزان زين العابدين بحجة أنه من رواد أفكار الوهابية ونشرها لدى مجتمع الإسلامي داخل القطر وأشنع من ذلك أنه كان يذم العلماء الكبار الشافعي وغيره وقام محمد عصري إثر هذه الحادثة دفاعا عن نفسه بنفي جميع التهم الملفقة إليه نفيا قاطعا وذاع لسانه على الرد بالمثل وتطاول عن اللزوم

من الصعب بالمقام أن نتكاهن من الذي دبر الأمر ويصيد له كيدا في خضم أمواج المستنكرين من قبل السلطة الاتحادية والسلطة المحلية وإن كانت الأنباء تتحدث عند متصفحي الشبكة العنكبوتية بضلوع شخصيات مقربة إلى الحكومة و كوادر الدولة الاتحادية خاصة أن المؤسسات الإسلامية في بلادنا محكمة التدبير ومتقنة التنظيم من قبل السلطة الاتحادية فكل شيئ في بلادنا ليس بمحال

الأمر الوحيد الملفت لنظري شخصية المجنى عليه من وقت غير قريب الأنظار والإعلام يراقبه ويصاحبه بين حين وآخر لا يفتر عنه من يوم أن قلد رئاسة الإفتاء في ولاية برليس إلى الوقت المعاصر فلماذا هذه الملاحقة المستمرة ؟ سؤال أقترحه وأجيب عنه حسب متابعتي للقضية في الحقيقة غاب عن ذهن الجميع أن محمد عصري عالم إسلامي معاصر صاحب حجة بالغة وأدلة دامغة يكابد الحياة حسب المعتقد الذي اقتنع به والذي اكترسها طيلة حياته التربوية والتعليمية تربى على فقه الحديث واهله وعاش على هذا الدرب آمنا ومطمئنا

لا غرو أنه كان يدعو إلى التشبث بالسنة المطهرة بحذافيرها ونبذ أقوال الرجال بأشكالها ويندد إلى ضرورة التجديد وإعادة صياغة الأفكار المغلوطة لدى مجتمعه عقيدة وسلوكا ونبش التعصب المقيت لمذهب أو لعالم والاعتماد إلى الأدلة الثابتة والبراهين الراجحة في جانب معايشة السياسة الوطنية الصالحة والآمنة لخدمة المجتمع ذات العرقيات المختلفة بصبغة إنسانية مؤمنة وكان يعالج قضايا الأمة الإسلامية بكل صراحة وصرامة ولا يخاف لومة لائم قد يصل حينا إلى التحامل والغرور

العوام من الناس يحسب ويظن أنه سفير محمد بن عبد الوهاب شيخ الوهابية لدى الماليزيا وقد اخطأ ظنهم ذاك رجل زعيم الخوارج في زماننا حسب رأي بعضهم والذين يقرأون ويضعون لمساتهم يعلمون حقيقة الأمر ولم أتجرأ أن أقول له ذلك وإن كنت على خلاف معه ولا أوافقه لبعض الآراء ولكن الخلاف دائما وأبدا لا يفسد الود والأخوة والإسلام يحث عباده بالاجتناب عن الاعتساف

واليوم قامت الأمة بأسرها يناشدون تأييدهم علنا على الملأ فخامة الرئيس يستنكر والجبهة المعارضة تندد واتحاد النسائي يذم والفنانة حاسرة الرأس كاشفة الساقين بادئة الصدر تقف إلى جانبه و زكى عنه سياسي مخضرم منبوذ عدم انحراف المعتقد والسلوك بقيت برهة من الزمان أسأل نفسي ما مدى هذا الدفاع المستميت وإلي أين مصيره وهل يعقل هؤلاء فحوى دعوته وإرشاده وما الذي سيحدث إذا بقي يوما في السجن يتمتع ويلهي بل أرى هو الأفضل حتى يهدأ الخصوم ويستحي أصحاب السيادة ويترسخ العقول كما خرج الإمام أحمد من السجن ظافرا منتصرا