Khamis, 19 Ogos 2010

نكبة البؤساء

شاءني القدر أن قمت بزيارة نهاية الأسبوع قبل رمضان إلى إحدى المنتزهات في مدينة لوموت مع ثلة من إخواني العاملين لدى الجامعة الإسلامية تحت إطار اليوم العائلي لفريق العمل في كلية اللغات الحديثة والاتصالات. وكنت قد وضعت الحساب للحيلولة دون الحدوث أي عرقلة تعوقني عن الحضور سيما أن قرينتي وكبدي طال انتظارهما ونفد منهما الصبر إلى النزهة والانسياح من أمد بعيد ولم يكتب لنا المزيد من الانتعاشية لهذه السنة نظرا إلى بعض المعوقات جلها رداءة المعيشة وكثرة السداد والكساد.


ومن سوء حظي هذه السنة أكون مشرفا عاما على الفعاليات المقامة المطلة على يومين متتاليين والله أشهد على مدى العذاب الذي لحقني واللجنة العاملة وقد كنا من بداية السنة وضعنا الخطة ودارسنا القضية وناقشنا المسألة وزودنا ورقة العمل منها ما مآلها الزبالة ونصيبها الضجة وحظها الغيظة وما عسى أن نصنع سوى الارضاء بما قسم الله لنا ونحن على ذلك محتسبون صابرون صامتون.


أنا والفريق غايتنا التخلص من هذا المأزق على الخير ما يرام ولا نبتغي من ورائها صفو الكلمات وأريجة البسمات وإن كنا نعلم رضا الناس غاية لا تدرك. وبالفعل ما كنا نخشاه قد خسف بنا رغم الأنوف خطتنا الموضوعة انحرفت عن مسارها أشد الانحراف نتيجة سوء التفاهم وغطرسة التعامل من قبل إدارة المنتجع. تصرفاتهم سيئة للغاية من جميع النواحي المأكولات لا يستشرفها الطبع السليم ويشمئز منها النفوس والتجهيزات شبيهة بالغناجرالرحال التي تعيش في البادية وليس لهم الأمن والاستقرار أنديتنا هكذا وضهعا متقلبة بين حين وآخر حتى استقرت أخيرا في المطعم المكشوف على الملأ.

Ahad, 13 Jun 2010

المجتمع الملايو والإسلام : خيار ليس له بديل 1


أثارت اهتمامتي في هذه الأيام حول قضية إعادة التصنيف التي اعتزمتها وزارة الثقافة الماليزية في تاريخ تأسيس سلطنة ملقا المسلمة من سنة 1400م إلى سنة 1262 م؛ نتيجة العثور على الأدلة المؤكدة التي تثبت على ذلك من قبل الباحثين. إعادة النظر في هذا المجال قد أخذت شوطا كبيرا مذ عدة أعوام تلت، وليست هي لأول مرة في تاريخ بلادنا المعاصر، وقد دعا إلى ذلك من قبل ثلة من المفكرين والمؤرخين لكن الحكومة لم تستجب إلى ذلك إلا لهذه المرة.


موطن النزاع في القضية المذكورة ماثلة في أخطاء ارتكبها كاتب "توم فيريس" البرتغالي، معاون شخصي لقبطان مستعمر شرقي الفونسو دي البوقاقي في كتابه الشهير "العالم الشرقي"، والقادم إلى أرخبيل الملايو حوالي سنة 1515م ويعمل كاتبا رسميا لحكومة الانتداب آنذاك. ويعتقد أن "العالم الشرقي" من أول مؤلفات تحدث عن ملامح اجتماعية شرقية خاصة في ملقا في القرن 16 الميلادي، وإن كانت فيه روائح الانحياز إلى الغرب شديدة, ثم اعتمد عليه كجزء من المصادر الموثوقة في التاريخ.


الكاتب المذكور كان يتحدث عن عصر الذهبي لسلطنة الملايو المسلمة ملقا مشيرا إلى أن الدولة تأسست ككيان عام 1400م على خلاف ما ذكره "سلالة السلاطين" أقدم سجلات رسمية التي سجلت عن السلطنة وأحداثها من قبل كاتب مجهول الهوية. ثم أصدره البرتغال ونقله إلى كوا في الهند فاستدركه بنداهارا تون محمد الملقب بسري لانانج رئيس الوزراء لولاية جوهر الماليزية في ظل حكومة جلالة الملك علاء الدين رعاية شاه سلطان الولاية السادس، وقام بتنسقيه من جديد حيث عرف لاحقا باسمه. وفي رواية أخرى هو الكاتب الأصلي بحدود عام 1614م بعد سقوط ملقا حوالي مئة سنة تقريبا والجدل حول مؤلف الحقيقي لم يزل محتدم عند العلماء .


أحداث فيها هراء


وكنا إذا عدنا إلى الماضي السحيق في تاريخ أجدادنا ملايو مسلم لم نجد سوى فتات العلم غير محقق لقلة المصادر المؤلفة من قبل علمائها وعقلائها من جهة، أو لمصادرة مستعمر الغرب الغاشم الذي سعى لطمس الحقائق وشق الالتئام والاتجار بالاستقرار والوئام ليربح من وراءها بما تمتلكه أراضينا الخصباء، ولو استطاع أن يهدم بيتا ليربح حجرا لفعل. بات الأمر الأول يختلج في ذهني، على مدى القرون فلمَ لم نعثر على كتاب واحد موثق نعتمد عليه لمعرفة أيام أجدادنا؟ شيئ لا يعقله العاقل؛ لأن الأمم الأخرى لهم مذكراتهم التي لم تكد تحمل الشك لحقائقها، وما الذي ينقصنا نحن من هؤلاء؟ ولم أجد بعد ذلك إلى الجواب سبيلا سوى أن مكائد الغرب واختلاسهم قد أحل فينا.


السياح البيضاء الذين نزلوا في بلاطنا مستكشفين فيصبحون بعد ذلك مستعمرين، وطفقوا يعملون على إبراز إسائتهم وكرههم للمسلمين، فاخترعوا الحوادث لا أصل لها بقصد التشويه والتفسير الخاطئ حسب التصور الذي يدينون بها. ثم ذاعت إثر هؤلاء ثلة غير قليلة من تلاميذ المستشرقين المأجورين من دمنا ولحمنا، فكان ضررهم أشد وأنكى من ضرر أساتذتهم نظرا إلى صلتهم بالدولة وحكامها. فكم من الوقائع التي سجلها كتب التاريخ في عصرنا المعاصر ما هي مخالفة للحقائق ومجانفة عن الحق، ويعتقدها مجتمعنا أنها أمر سائغ سلس لا يحتمل التبديل والتأويل والذي أثار الشكوك و تحرى الصواب من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا.


صحيح؛ إن التفسير التاريخي للحوادث لا يعدو كونه اجتهادًا بشريًّا يحتمل الصواب والخطأ لكن التحامل والحقد والتضليل أمور لا يطاق احـتمالها ولا يستطاع قبولها. لقـد عمد هـؤلاء إلى التشبُّث بالروايات المشبوهة والضعيفة والساقطة، يلتقطونها من الكتب المنحولة والضعيفة أو يكتبونها حسب المطامع الشخصية كصنيع محمد حسن بن محمد أرشد كاتب التاريخ لسلسلة ولاية قدح عام 1928م؛ حيث شوه تاريخ البلاد بإدراج من لا يحق لهم الدخول وإخراج من لا يستحق الإبعاد وورَّى الكثير من الحقائق الثابتة حول دخول الإسلام، كما حثا الرغام على معالم أولئك الذين جاهدوا في الله حق جهاده ضد سحق البوذيين القادمين من التيلاند.


شعب الملايو و الإسلام


شعب الملايو بدون الإسلام شعب ليس لها الوجود على أرض الواقع. حياتهم بدونه حياة أرقاء وأقزام في أحضان ذوي السلطة الإقطاعيين والجبروت الأرسطقراطيين، ويخدمون ويعملون لرفاهية هؤلاء طيلة النهار، ولا يملكون شيئا في هذه الحياة الدنيا سوى ما يسد رمقهم ويستر عوراتهم. أما الأرض القابعة فيها أكواخهم والحارسة فيها ثيرانهم واليانعة فيها ثمارهم حتى الآبار الساقية لحاجاتهم يملكها أولئك الشرفاء.



ولم يضن لنا التاريخ وسجل لنا ثنايا الكلمات التي ورثناها كابرا عن كابر، والتي تدل على استحقار الشعب واستصغارهم أمام ملوكهم وبقي الكثير منها لم يزل مستخدما إلى يومنا هذا في المراسم الرسمية في القصور. توحي هذه الكلمات جلها إلى العبودية والامتثال الهمجي لأوامر الملوك .انظر إلى مقولة " تون بياجد " نجل "هانج تواه" في سلالة السلاطين صفحة 193 عندما خلى سلطان محمود شاه ملك ملقا بامرأته ووقع بها فقال للسلطان : "هكذا فعلتك يا مولاي، لولاي عبد من إمائك لكنت قد أوقعت بك هذا الرمح".


السلاطين في غابر الأزمان مكانتها عالية جدا تكاد أن تضاهي الأوثان التي تعبد من دون الله فثمت أن نجد أن كتب التاريخ طافحة بغرائب الأقوال وعجائب القصص اللتين تنص على طاعتهم المفرطة وتقليدهم الأعمى حيال تصرفات ملوكهم السيئة والظالمة، والذي مد يده لطلب حق من حقوقه المسلوبة أو قام على وجوههم بالاعتراض والتنكيل يعتبر ذنب لا يغتفر وحلت له اللعنة على تعاقب الأجيال كما حدث لـ"هانج جبت" ثم العار كل العار أن يعصى الملايو ملوكهم.


الحديث عن سوء تصرفهم وقساوة قلوبهم أمر يستوعبه القارئ المنصف في سلالة السلاطين وإن كان العهد قد هيمن عليه الإسلام؛ فإن حيف الملوك وتحرشهم على نساء العالمين ليس لهم الحدود. وقد ذكر أن تون "علي سندانج" قيد إلى القتل لمجرد الشكوك أحس بها السلطان محمود شاه أنه قد خلا بفتاة جن عليها جنونه وكأن الظلم من شيم نفوسهم ومن لم يكن ظالما منهم فلعة لا يظلم.


ثم جاء الإسلام وما يحمل معه في طياته من طيب سريرة أهله و سمت أخلاقهم، وأقبل إليه الملوك باعتناقه طوع إرادتهم ومنتهى قناعتهم، فبادر الشعب على نهجهم من دون أدنى تردد فاصطبغ بهم أشد الاصطباغ وذاع في كل مكان. وسرعان ما تحطمت العقائد الزائفة التي تنبني على عبودية المحسوسات، وتلاشت الخزعبلات التي استحكمت عليهم، وتهدمت الأسدال التي تصنف الشعب إلى طبقات الشرفاء والأنذال.


تحولت القصور الفاخمة والحصون العالية إلى ملتقى الشعب بعد أن كانت مثوى الشرفاء التي يحذر منها الاقتراب، ونظمت مجالس العلم والإرشاد، ورممت المساجد، وأقيمت الصلوات كما اتسمت أسماءهم بأسماء عربية إسلامية، وتجسدت فيهم تعاليم الدين الجديد ومبادئه تدريجيا حتى عمت الحياة أمنا واستقرارا. ثم انتشرت فيهم حركة التقدم والازدهار وأدت إلي ترقية الحياة الاجتماعية لديهم ،فانمحت الأمية لدى الشعب أوتقليل عددها، فظلوا ينطقون بلغة موحدة تضاهي لغة العالم كلها، ويكتبون بالخط العربي المعروف بالجاوي حيث انصهرت لغتهم مع لغة العربية أشد الانصهار.


استوفت هذه اللغة جميع إرادات ومتطلبات الشعب في أرخبيل الملايو ويعطي الانطباع أن الإسلام قد رفع شأنها وسوى مكانها بحيث لا يحتمل الانفكاك، وتلاحمت اللغة الملايوية باللغة العربية لتصبح هي الثانية المسيطرة على الكتابة ولتصبح مفرداتها هي البديلة والمتممة لمعظم الفراغات اللغوية. وهذب الإسلام كذلك بفضل هذا المزيج حايتهم الساذجة حيث سمت ألفاظهم عن المعاني الجاهلية والتعبيرات البذيئة فانصرفوا يعبرون عن سمو أخلاقهم ورفعة معيشتهم.


ولا شك أن التلازم الوثيق والارتباط المحكم بين اللغة الوليدة واللغة القرآن آتيتان لغرض العبادة والخضوع لأوامر الرحمن، فغدت مفرداتها مستعارة بشكل هائل من الكلمات العربية ومصطلحاتها دون تغيير تحت السياق الديني والعقلي؛ لتلبي حوائج المسلمين كما كان وضعها للداتها من فصيلات أخريات أمثال لغة أردو في الهند وسواحلي في أفريقيا وغيرهما. ولا يمكن أن يتخلوا عن العربية أو يستغنوا عنها لكونها لغة دينيهم وعبادتهم فكل خطوة إلى التخلي عنها إيذان بالتخلي عن الإسلام.

Khamis, 13 Mei 2010

صفقة مع إبليس





اعتزمت حكومة الماليزية منح رخصة رسمية لممارسة القمار بمناسبة بطولة كأس العالم 2010؛ تفادي الأزمات من مزاولة المقامرة المتوقعة ذيوعها أثناء المبارات، حسب ما تقلته وسائل الإعلام على لسان نائب وزير الاقتصادي المسلم السيد أواغ أديق. كما أشار الوزير أن الإقبال على المقامرة سوف تتزايد بالكثافة، فيصعب على الجهات المعنية الضبط والانضباط، وبالمقابل تعود واردات الرسوم إلى خزانة الدولة، ثم إنفاقها من جديد لمصالح الرياضة العامة في البلاد.


وفي سياق آخر أكد وزير الاقتصاد ورئيس الوزراء المسلم أن واحدة من شركة المقامرة المحلية تقدمت لتنفيذ المشروع بطلب رسمي، غير أن الحكومة لم تزل تدرس المشروع بكل جدية. ويرى المحللون السياسيون أن شغف الدولة، وأولوياتها في الوقت الراهن هي حفر الآبار وشق الينابع؛ لاكتشاف الواردت الجديدة نظرا إلى عجز الميزانية التي تعانيها الحكومة الآن. وأقرب أدلة على ذلك قررت الحكومة وقف بعض المخصصات المالية لدوائر الحكومة منها وزارة التعليم والصحة.


واليوم أعلنت رسميا أن الصفقة منحت لشركة BERJAYA أكبر مؤسسات المقامرة في البلاد التي امتلكها رجل أعمال بوذي- مسيحي المقرب إلى رئيس الدولة وحلفائه.. ويتوقع أن هذه المقامرة سوف تزود الحكومة بالعائدات الكثيرة لخزانة الدولة؛ وذلك نظرا إلى التقرير الذي نشر في المجلس النيابي أن 2.37 بليار ريغكيت تم حصولها من واردات المقامرة في السنة الماضية كما أنها السند القوي لدعم الدخل القومي للبلد، وجلب السياح، وانتعاش الاقتصاد بلا نزاع .


قامت فئات الشعب من التكتلات السياسية المعارضة، والمؤسسات غير الحكومي، والمجتمع الإسلامي ذوو الوجدان والضمائر بالاستنكار والشجب؛ اعتمادا على أنها مخالف مع نهج الدولة التي تعزز بالاسلام، وتفتخر به، وأنها دولة إسلامية فكل مبادرة إلى توسع رقعة المقامرة في البلاد خطوة تهدف إلى المخاطرة لتلاحم الشعب، وتعرضها إلى الانفكاك الأسري، والوقوع في المشاجرة والعداء، والضياع في متاهات الديون والقروض.


ومن سوء حظوظ مجتمعنا الهائجة أن الاستنكار والهتافات التندد عادة لم تثمر ولن تنمو أي تغييرات جذرية لسياسة الدولة وقراراتها، وإن كانت هذه القرارات مخالفة للشريعة ومعرضة لغضب الرحمن. وليكن المقبلون على اعتراضها من أقوى الرجل سياسة وأزكى الناس سيرة وأفقه الأنام علما لم ينفعهم عملهم في هذه الحياة الدنيا.


معركة الحجة والبراهين مع جبروت الدولة التي تدمن على السلطة، وتحلم على الثروة معركة خاسرة كاسدة، والإصرار في مواجهتهم بكل ما يمتلكه المجتمع من قوة مأجور عليها. وفي أقل التقديرات أنهم استجابوا للقدر و تصدوا للمنكر ويعلمون يقينا أن نهوضهم صفقة مع الحق لا صفقة مع إبليس.

Khamis, 6 Mei 2010

اللغة والناس 2



كنا نحن هيئات التدريس بالأمس الدابر عقدنا الاجتماع مع ثلة من الطلبة الجدد المنضمين للقسم اللغة العربية بحضور رئيس القسم السيد محمد روفيان إسماعيل. وكان الاجتماع هدفه إرساء أواصر الأخوة والإخاء بين الهيئات وأولئك الطلبة إضافة إلى بعض التعليمات المتعلقة بالمواد المدروسة والقضايا المستجدة.


احتفاءا بالاجتماع المنعقد تم تدشين دليل الطالب البكالوريس في قسم اللغة العربية بوصفها لغة ثانية (BASL) يحتوي على المعلومات الهامة التي تخص الطلاب المنتسبين. تصفحت بعض الصفحات فإذا وقعت نظرتي على كلمة يبدو أنها خطأ لغوي لا يغتفر، تأثرت بها تأثرا بليغا، ولم أجد له بدا سوى أن تناولت قلمي فوضعت تحتها خطة مستديرة.


الجملة الواردة صيغتها " سوف نطبق خلال تواجدنا في هذه الجامعة الموقرة جميع أوامر "، كلمة التواجد المستخدمة في الجلمة خطأ فادحا لأنه جاء في المعجم : تواجد فلان : أرى من نفسه الوجد، أي ( تظاهر أو أوهمك بالوجد) والوجد معناه : الحب الشديد أو الحزن على وفق السياق. إذن الجملة تكون مرادها تطبيق الأوامر منوط بالحب، وفيما إذا لم يشعر الطالب بالحب لا يطبقها، فلا يستقيم المعنى أصلا.


فالأحرى استخدام كلمة وجود أو فيما معناه بدل كلمة التواجد ولا نغتر بكثرة عثورها واستخدامها في المجلات والصحف أو على لسان المذيعين والمذيعات علما بأن القائمين على هذه الوسائل غير مؤهلين التأهيل الصحيح. ثم لاحظت أيضا أن كلمة خلال في الجملة استخدامها فاسد من جهة الإعراب، فما موقعها من الإعراب حالة النصب ولا يستقيم المعنى إذا أعربنا مفعول فيه ظرف الزمان أو المكان لأنها ليست من أسماء الجهات أو ما شابهها.


جاء في التنزيل أن كلمة خلال مقترنة بحرف الجر كما قال تعالى :الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله .........(الروم :48) ويكفي القرآن حجة رحمكم الله ورعاكم .

Ahad, 2 Mei 2010

اللغة والناس 1



هنأني بعض الإخوة في خطبة ألقيتها يوم الجمعة الفائت بكلمة اعتبرها خطأ مشهورا على لسان الناس. لو كان الأمر وارد من قبل الطلبة الناشئين لكان هينا وأما أن يقوله نخبة الأساتذة في جامعتنا هذا أمر لا يقبله المنطق. فلست أدري هل أستحق هذه التهنئة وأنا لم أذكر شيئا من عند نفسي جله مقتبسات قطفتها من هنا وهناك فكان العنوان حق الجوار في هذه الأيام . فماهي هذه الكلمة ؟.

كنا إذا سمعنا خبرا سارا ويستحق له فائق الترحيب نقول لصاحبه مبروك ونقصد به الدعاء بالبركة والنماء . ولا يدرينا أن الكلمة من ناحية إطلاقها كانت خطأ شائعا. قال في "الوسيط"( بارك الله الشيءَ وفيه وعليه بمعنى : جعل فيه الخير والبركة فهو مبارك) إذ الأصل : مبارك فيه ومن باب المجاوزة حذفت الصلة الملزمة فيه وهي جائز فصار مبـارك. كما جاء فيه أيضا : برك البعير : أناخ في موضع فلزمه وبرك في الأمر : واظب فالأمر مبروك عليه أي مواظب عليه.

فالأحسن أن نقول لفلان : نجاحك مبارك ولا نقول نجاحك مبروك لأن النجاح متى كان يتصف بالقيام حتى نجبره على القعود كما يبرك القلوص. وهلم جرَّ رحمكم الله

Jumaat, 23 April 2010

Hulu Selangor ...... فن التشنيع والتشهير



في خضم التنافس على المصالح والنفوذ معركة الانتخابات تحدث مجددا في بلادنا بعد أن هدأت لعدة أشهر. الأنظار تتوجه الآن إلى جزء نائي في أقصى شمال ولاية سلانجور الماليزية ذات طبع التعايش المشترك بين فئات الشعوب المتعددة الملايو والهنود و الصينيون وعدد لا بأس به من السكان الأصليين. هذا الانتخاب الفرعي هو المعقل الأخير لسامي بللو رئيس الحزب القومي الهنود للحفاظ على سمعته قبيل مغادرة القيادة وإعطاء الفرصة للوريث القادم ، كما يعتقد أن النتيجة مهمة للغاية لسيد نجيب رزاق رئيس الوزراء الماليزية بكونها التجربة المتوالية لإرساء شعار" وحدة الماليزية " التي تبناها ووضع أسسها قبل سنة تقريبا.


وتضاف إلى ذلك شعبية الرئيس أصبحت في الازدياد حسب استطلاع للرأي الذي أجرته الجهة المستقلة، ووصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق به قبل أعوام لعدة انجازات التي حققها أو بالأحرى حاول تحقيقها. ويأتي مجملها بالمشاريع البنائية والتنمية التي لا تقدر بالثمن وكثرة الالتفاف والاحتكاك أواسط المجتمع البسطاء ومعايدة مشاكلهم ومعاينة مأساتهم كما سعى سعيا حثيثا لإبراء ساحته وحزبه من جميع التهم " الملفقة " المتعلقة بالفساد بأشكالها وأنواعها، ونهب أموال الدولة مستعينا بها الشركة العالمية APCO للعلاقات العامة والإعلام حيث حقق مؤخرا نجاحا باهرا بمقابلة أوباما رئيس الولاية المتحدة.


مما لاشك فيه تحقيق النجاح بات أمرا محتوما على الحزب الحاكم وحلفاؤه مهما كلفهم الثمن، فليس من الغريب أن تشهد المنطقة بأسرها جميع كوادر التحالف الحاكم وأفراد طاقمها قادة وأعضاءا لمواجهة الوقيعة، فضاقوا الخناق على خصومهم التقليدي " التحالف الشعبي " بتكثيف الجهود المضنية والحملات المكثفة والهجوم الضارية ردا على تهم الخصوم ومزاعمهم. وبالمقابل لم تقف قوى المعارضة مكتوفي الأيدي أمام سحق العدو الكاسح، فقاموا بالمثل النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والسن بالسن والجروح قصاص.


من مساوئ معترك السياسة المعاصرة في بلادنا استخدام سلاح العرض والتشهير بدل أسلحة نارية فتاكة. رد تهم الخصوم لا يكون اليوم بالمماثلة بل انحرف إلى أقوى الردود وأنكاها، وقد تؤدي عادة إلى إثارة الفتنة وأكل لحوم البشر. سيلان الفتنة لكل من الطرفين المتنافسين على المقعد المقترع يفتح درسا جديدا لمستقبل مجتمع المدني الحر على مدى اضطرار الممسكين لزمام أمورنا وقيادة ساستنا للبقاء على المناصب متجاهلين الشرف والقيم. وهل هذه سنة الله لعباده في اخيار الأكفاء وأهل الاستقامة ؟. هذه هي النفايات المقراطية التي استوردناها من الغرب، وألبسناها لباسا جديد وأغلفة أنيقة باسم حزب العدالة وحزب الإسلامي وحزب القومي العنصري " أمنو" وغيرها، مفادها إدراك الغاية على حساب الوسائل لأن سلطان الأمة أو الإنسان في الديمقراطية الغربية سلطة مطلقة و قراراتها قوانين واجبة التنفيذ، حتى وإن كانت مخالفة للقانون الأخلاقي، ومتعارضة مع المصالح الإنسانية العامة.


الذنوب التي عافها الزمان والآثام التي طوت بعثرت من مدافنها واجتثت من مخازنها ليحكم عليها الناخبون أوقات الانتخاب وقد بات يستر صاحبها الرحمن الرحيم. فما عسى المرشح التائب أن يفعل سوى أخذ اللائمة التي لم تطرأ عليه لحظة لو لم يكن مرشحا. وهل نسينا أن أوباما في السباق إلي بيت الأبيض قد تعرض لاتهامات بأنه كان يتعاطى المخدرات في شبابه، وأن والده كان سِكِّيراً، وأنه عندما التحق بالجامعة كان يتبنى الأفكار الشيوعية، فمن أين أتت هذه الأفكار لو لم تكن من الغرب وما انطوت عليها سياستهم. ثم جاء أدوار الساسة في بلادنا ليطبقونها على أرض الواقع لإثارة المخاوف والقلق بين الناخبيين باستعانة وسائل الإعلام ودعاة الإفك المأجورين وهكذا. فإن الحملات الدعائية المتبادلة بين الطرفين تستحوذ على قدر كبير من مجازفات خطيرة تخص نزاهة الانتخاب والحرية وتجعل الناخبيين حيارى في اخيار أفضل المرشح والحزب الذي ينتمي إليه.


لعل الصواب أن يدرك الساسة في بلادنا نهجهم تجاه خصومهم السياسي بمنتهى الأدب ويأخذونها على محمل الجد حسب ما رسمه الدين الحنيف أن قدح الآخرين بدون أي مبرر ديدنة من لا دين له، فإن كان لا بد فاعلا فليلتزم المواضع الستة رحمكم الله ورعاكم.


القدح ليس بغيبة في ستـة # متظلم ومعرفٍ ومحــذرِ

ومجاهر فسقاً ومستفت ومن # طلب الإعانة في إزالة منكر

Selasa, 20 April 2010

أطفال تحت أقدام الأمهات




موجات من رمي المواليد الناتجة من الزنى باتت في الازدياد على الشوارع الماليزية مؤخرا، وأغلب الذين عثر عليها في عداد الموتى. وقبل Jajarkan ke Kananأيام عثر أحد عمال النظافة على جثة الوليد كامل البنية والصفات ملفوفا بأوراق الجريدة داخل حاوية قمامة. وبمثل هذه الأخبار تداولتها الوسائل المقروءة والمرئية تقريبا كل يوم، بصيغ متعددة ولون مختلف إما في القمامة أو في أماكن العبادة. أولاد الزنا والسفاح في كل مكان ويا ترى إلى متى عشنا لنسمع عن هذه الحادثة المفجعة؟.

أصبحت في بلادنا اليوم شريحة جديدة من المجتمعات اكتشفت حديثا تضاحي جميع المجتمع المدني، وهي مجتمع أولاد الحاويات الذين تخلت عنهم أمهاتهم وأجبرتهم على الموت للحيلولة دون اكتشاف عن عواقب أمرهن اللواتي يفضلن النشوة ساعة في أحضان الشهوات مع شريكهن الشياطين من الإنس والجن، ثم يدعين أن أنوثتهن قد سلبت وأغشاء بكرهن قد مزقت رغم أنوفهن، فإذا ضاقت عنهن الحياة التي لا ترحم وبدت منهن النتوء التي لا تستر وقتئذ راجت عنهم فكرة التخلص مما في داخلها داعيين أنها مسبب لهذا العار.

لفتت الإحصائيات الحديثة من قبل مكتب التسجيل المدني أن نسبة أولاد الحاويات عددهم الآن 257,000وليدا بين عام 2000 إلى 2008 بمعدل 2،500 ولادة كل الشهر وهذا يعني أن لكل 17 دقيقة هناك ولادة واحدة من أولاد الزنا. وأن البلاد أنتجت ليوم واحد فقط 84 جيلا جديدا بلا نسب. وبالأسف الشديد أن الإحصائيات الحديثة تثبت أن 40 بالمئة من هذه الولادة تأتي من أمهات مسلمات تتراوح أعمارهن بين 16 و30 سنة ولا ندري بعد 17دقيقة من الآن أين سيعثر مولود جديد؟

هذه المؤشرات تدل على تدهور مقومات الحياة الشريفة التي تواجه مجتمعنا الإسلامي في جميع الأقطاب لا سيما في عصر انقلاب الموازين بأقصى حذافيرها. كنا بالأمس نخجل ونشعر بالملامة إذا كانت بجانبنا فتاة قاعدة ونحن على الحافلة العامة وتشمئز منا نفوسنا إذا اقتربنا من النساء من دون أدنى حاجة وأما الخلوة بهن أمر لم يخطر على البال بتاتا. فاليوم اختلفت الموازين لقد بلغت ثقافة مجتمعنا شأوا بعيدا في صياغة المصير والقيم نتيجة عودة الاستعمار الجديد التي تطل على العالم المعاصر عبر الفضاء المكشوف القابعة لجعجعات الاعلامية والقنوات الفضائية. أضحى المواطن المسلم اليوم يؤمن إيمانا قاطعا بكل ما ورد إليه من هذه الوسائل بكل بساطة ولم يلجأ إلى عملية التحري والتنقيب كما ينبغي أن يفعل، كما طغت على مجتمع الشباب خاصة عدوى الفجور والطرب التي استحكمت عليهم استحكام النار في الهشيم.

والحديث عن انهيار الخلق والميوعة في السلوك أمر قابل للاستيعاب ولكنه عصي على التطبيق، الكل يعلم أن ارتكاب الزنى ممنوع شرعا ويعتبر من الموبقات وحتى أن الاقتراب منه يأخذ حكمه فكل خطوة تهدف إلى الزنى فهو عين الزنى. ويعلم شبابنا أحكام الشرعية المتعلقة بمعاشرة النساء دون عقد شرعي ويرون عيانا أن أنجع الدواء حيال تفاقم الظاهرة كبح جماح الشهوة في السر والعلانية ولكن الواقع يأبى ذلك عند كثير منهم لماذا ؟ وما هو الحل ؟

الجواب عنه كلمة واحدة فقط ألا وهي العودة إلى دين الله بمعناها العملي التطبيقي وإزالة براثن الجاهلية والفجور من قبل المؤسسات التعليمية والإعلامية فإن أخطر ما يتعرض له مجتمعنا اليوم هو الهجوم الكاسح لتيار الميوعة الأخلاقية الذي يستهدف الشباب في دينه وخلقه ومروءته. إن وسائل الإعلام عدو خفي يحارب المسلمين بالكلمة والصورة والفكرة فليكن على ذلك واضحا انظر إلى البرامج الحية التي تذاع بين حين وآخر طيلة السنة لإخراج الفنانيين الجدد على غرار أمريكا أيدول وغيرها. استطاعت هذه البرامج استقطاب جماهيير الشباب في كل مكان الذين يحلمون ويأملون أن يكونوا سيتي نور قاذوري وفيزل حاقر – مع اعتذاري على التسمية – وأذنابهم من دعاة التفسخ والانحلال هداهم الله وغفر لهم عثراتهم.

بعيداً عن الاسترسال والخوض في جدل بلا طائل ما نحتاج إليه الآن هو أن تحدد وسائل الإعلام وتكثر خاصة قنوات التلفزة "ميديا فريما" القضايا الفعلية التي يحتاجها الشاب المسلم من خلال إعداد برامج تنمي القيم وتحافظ على العادات التي نشأ عليها وتحثه على التحلي بأخلاق المجتمع الإسلامي الذي يعيشه بغض النظر عن المواد المسمومة التي تبث حاليا بحثا عن النجوم الجدد لأنها في حاجة ماسة إلى أرباح متزايدة حفاظا على السمعة والجيوب فالمواد ذات طبع الإسلامي البحت قل رواجه عند أوساط المستثمرين وأصحاب المانحين لكونها لم تولد أموالا كثيرة وأن بقاءها ونشرها في القنوات المذكورة مجرد اللصوق التجميلي وإعادة الطلاء الخارجي كما حدث لقناة التسعة يدعونها قناة معتدلة نتتج البرمانج الإسلامي وتراعي متطلبات المجتمع الهادئ فهل هذا صائب لكل مقام مقال

Khamis, 4 Februari 2010

أنور إبراهيم ...... كفاح مستمر





استأنفت بالأمس الأول المحاكمة الشكلية والهازلة في حق الزعيم المحنك المفلق السيد أنور إبراهيم زعيم المعارضة بماليزيا بعد المماطلة دامت لأكثر من سنة. تأتي هذه المحاكمة هي الثانية بمثلها التي تعرض لها أنور قبل اثنتي عشرة سنة والتي أخضعته في غيابات السجن بتهمة الشذوذ الجنسي والفساد الإداري .

اللجوء إلى المحكمة عادة هو الخيار الأخير لإسقاط الخصوم وإبعاده عن ممارسة النشاط السياسي في بلادنا نظرا إلى العرف السائدة لدى مجتمع ماليزي أن التصفية الجسدية تأباها وتعفها النفس ليست كما في بعض البلدان المجاورة والنائية، غير أن التصفية من هذا القبيل قد سادت وتفشت في عهد الرئيس العتيد محاضير بن محمد وانجرت إلى عهد الرئيس المستحوزة عليه قرينته من غير هوادة.

ويرى الجميع أن المحاكمة غرضها إدانة المتهم وإلحاقه إلى العزلة الجسدية الأبدية - إذا صح التعبير - عن مرئ المجتمع ريثما تهدأ الثورة الانتخابية التي قادها السيد أنور إبراهيم لتنقلب الحكومة الفردية إلى الحكومة الشعبية تيمنا و يقينا منهم أن الرأس إذا أبعد عن الجسد فيبقى هشيما تزروه الرياح.

شخصـية لا تقــهر

ولعل الحكومة قد ارتكبت خطأ فادحة حين فتحت الزنزنة بين مصراعيها ليعود أنور إلى الشعب مجددا بعد أن طال انتظارهم ونفد اشتياقهم ظنا منهم أن الأسد المنسي قد استؤصلت شوكته وبترت مخالبه وسحبت أنيابه فأصبح هرا أليفا لا يتأسد أبدا وإن وثب وهاجم فإنه لا يخرج عن كونه هرا يحكي انتفاخا صولة الأسد.

لكن أنور إنسان عظيم بكل معنى الكلمة، كرس حياته مناهضا لمصالح الشعب قاطبة ضد الفساد والطغيان، ولا يريد يوما المصالح لنفسه كما لا يحمل الحقد على الآخرين فليس لأمير القوم أن يحمل الحقد وإلا لما برأ ساحة العتيد وعفا عنه كأن الشيئ لم يكن واعتبر نفسه ملكا للشعب فاستردها إليهم متجاهلا أن مكائد الأعداء ترصده وكمينا لهم ينتظره بين حين وآخر. للمتنبي مقطع جميل يعبر عن نفسه وأظنه صوابا لأنور حين قال:

كم قد قتلت وكم قد مت عندكم ثم انتفضت فزال القبر والكفن.

تعاطفي وتعاطف أمثالي لأنور لم يكن تعاطفا همجيا منبعثا من الحب الأعمى والتقليد العشوائي كلا والله وإنما ينبعث عن قوة نفوسه وشحامته في الدفاع عن الإسلام وإيقاظ أمته من سبات عميق في لحظته الأولى عندما كان رئيسا لحركة الشباب الإسلامي. ولا أكون محابيا إذا قلت أن والدتي في عنفوان شبابتها لم تكن ساترة للعورة وبدأت تغطي رأسها وأسدلت ثيابها عندما استمال والدي إلى الندوات واللقاءات التي تنظمها الحركة في منطقتي وقتئذ. فهذه المبادرة الكريمة في أواخر السبعينات هي التي استقطبت أسرتي بأكملها بوضع الحجاب والحمشة وفي حين يعتبر الحجاب الشرعي أمر غريب مستهجن ولا تتحجب المرأة سوى وضع السترة الخفيفة على رأسها وبدا منها شعرها متدليا إلى عجزها. عسى الله أن يكتب ذلك في ميزان حسناتهم.

أما أهل العلم في تلك الحقبة تشغلهم جذاذات العقيدة يشرحونها شرحا مستوفيا ويقشرونها تقشيرا دقيقا مداومين عليها زمنا طوالا وهم يبحثون عن الفرق بين جوهر الفرد والجسم. تناولهم أحكام الفقه لا تتجاوز العبادات يدققون أحكام المياه بين مستعملها و مطلقها شهورا عدة و يفحصون عن نية الصلاة فحصا مستميتا بحد إذا جاء حديث العهد بالإسلام ليتعلم أحكامها ولى مدبرا .عجبا من أمرهم اعتناؤهم الشديد لقضية ثانوية تجعل أهلهم حاسرة الرأس كأن ستر العورة واردة فقط أثناء الصلاة لا خارجها.

العمل الإسلامي وما يكتنفه

برأيي العمل الإسلامي داخل ماليزيا بدأ يتجدد ويأخذ مرحلتها الحاسمة بتأسيس هذه الحركة لحل المشكلات والتركيز على العمل الدعوي بالحكمة والنشاطات التوعية في نطاق واسع وشامل بغض النظر عن وجود الحزب الإسلامي بأشكالها وأسمائها فإن جهوده ينحصر على كسب المنتخبين والتأهل على المقاعد البرلامنية ولا يعتني بإصلاح المجتمع الإسلامي الداخلي إلا قليلا.


مساعي هؤلاء الشباب المنخرطين للحركة جديرة بالشكر والعرفان باعتبار الجيل الناشئ وقتئذ جيل فارغ من مقومات الحياة والديانة ويعيشون حياة تقليدية ولا تستجيب للتحديات المعاصرة فاستطاعت الحركة من لم شعثهم والعمل على دور أكثر حيوية وإيجابية متماشيا مع التطلبات الشرعية لإرساء قواعد الدولة وبنائها.

ولعل أهم نشاط استدركه الحركة تحت قيادته تأسيس خضانة الأطفال المسلمين المعروفة ب_تسكي أواخر عقد السبعينات من القرن الماضي وهي الأول من نوعها يتعلم فيها الأطفال الصغار العقائد والأخلاق الإسلامية فأدركت قسط منها وفي حين آخر مثيلتها تدرب الأطفال الرقصات الماجنة والألعاب اللاهية ذهابا للوقت.

العاقبة

لا أحد يقدر أن يتكهن بالمستقبل أمره لله وحده غير أن المفاجئات تلو المفاجئات ستحدث حتما أثناء المحاكمة ما لا يخطر على البال ولا يتصور العقل السليم فإن أصحاب النفوس الخبيثة القذرة تعمل بكل ما لديهم من طاقة لكسب المعركة على حساب دنياهم ونسوا آخرتهم ويحسبون أن العقاب الأليم لا يدرجهم في هذه الحياة الدنيا فحق عليهم الضلالة وحق فيهم القول :

أعد الوضوء إذا نطقت به # متذكرا من قبل أن تنسى

واحفظ ثيابك إن مررت به # فالظل منه ينجس الشمس

الباطل مهما طال زمانه وقويت عزيمته فإنه يذوب ويزول والحق مهما صعب إثباته وتعبت عليه النفوس فإنه يبقى مدى الدهر والعاقبة للمتقين. صبرا يا أهل أنور فإن موعدكم الجنة.

Isnin, 11 Januari 2010

الله ..... رب يشهد أم إله يعبد

تشهد ماليزيا مع بزوغ الفجر الجديد لعام 2010 جدلا ساخنا، إثر رفع الحظر من استخدام اللفظ الجلالة في حق صحيفة هيرالد التي أصدرتها الطائفة المسيحية خاصة في ولايتي صباح وساراواك بجزيرة بورنيو، حيث تسكن معظم العشائر التي تحولت الى اعتناق المسيحية منذ أكثر من قرن من الزمان، ومن غير نكير أنهم قد استخدم هذه الكلمة من لحظتها

القرار المفاجئ من قبل المحكمة العليا في نهاية العام الماضي حسب استطلاع الرأي العام، قد أدى إلى نشوب المخاوف المتزايدة من قبل المجتمع الإسلامي المحليين باعتبارهم أصحاب السيادة والأحق بذلك، نظرا إلى الظروف المحاطة بها الشعب ملايو ابتداءا من دخول الإسلام إلى جنوب الشرق آسيا لا يعرفون ربا سوى الله عزوجلا، ولا يزاحمهم أحد أو طائفة غير المسلمين، كما أنهم يشكلون 60 بالمئة من مجمل تعداد السكان البالغ حوالي 26 مليون نسمة، فهم أحرى بهذا الاستخدام

على الرغم من استخدام كلمة الله ليس محتكرا من قبل المسلمين وحدهم، ولا يملكون حقوق الطبع من فوق السبع السموات ليمنع بها الآخرون ويجبرهم دفع التعويضات أو يوقعهم في المرافعات القضائية، ولا يقول عنه أحد من الأئمة المعتبرة بل نحن على يقين أن هذه التسميات قد استخدمها من قبلنا كفار مكة "و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله" اعترافا بهم بالخالق الخلاق غير أن واقع الحياة لدى المجتمع الماليزي تفرض عليهم نوعا من التحفظ والحيطة لارتباطها بعمق عرف أهل البلاد كما أشرت إليها سابقا

اليوم طفت القضية من مقاعد المحكمة إلى ملاعب الاحتجاجات والاستنكارات في أماكن متفرقة تندد القرار الجائر، فاستجابت بها الحكومة بطعن القرار وإرجائها لوقت غير معلوم حتى تستأنف من جديد . ومهما يكن من أمر السؤال المطروح إذن ما هو غرض المسيحين الكاتوليك باستخدام هذه الكلمة بشكل قانوني لأول مرة في تاريخ ماليزي المعاصر بعد أن تكدست الأسواق بالمنشورات التبشيرية تحمل كلمة الله فلم يأخذهم أي ملاحقة قانونية. أليس هذا من قبيل التحفيز والتدعيم غير المنطوق لمطالبة الحقوق الرسمية في ظل عجز هيئات وآليات الرقابة معلنا بها عن استعدادهم لحملة التنصير الواسعة النطاق ونقل عتادهم وأساسهم في ربوع الأرض وعرضها

تغلغلهم اليوم أصبح حقيقية واقعة مكشوفة وفي العاصمة وماجاورها لاذ خلق لا بأس بها بالفرار إلى اعتناق دين جديد تاركين ربا لم يلد ولم يولد إلى رب زعموه الاله أبوه ثم نصبوه بجهلهم إله ثم قالوا أنهم صلبوه. عميلاتهم تقوم على قدم وساق في مختلف شرائح المجتمع الميسور منهم والمعسر خاصة الطلاب الجامعي. فليس من الغرابة بمقام أن ارتاد كنيسة اليوم شخص سيمته سيمة ملايو مسلم حتى قيل أن هناك كنيسة أنشئت خصيصة لهؤلاء النوكى المرتدين الجدد وأساقفها من بني جلدتهم

ويؤسفنا للغاية مواقف البعض من حاملي الشهادات العليا والدراسات المنمقة تجاهلهم وقصور انتباههم عن مصالح المسلمين بأجمعها داخل البلاد أليست الشريعة المطهرة تقول : درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح, غير أن دراستهم للقضية أصبحت عكسية يقفون موقف المساندة والدعم تجاه النصارى بحجة سطحية نابعة عن العقل المجردة والأدلة غير صائبة. وإني على يقين أن الهدف منها مجرد الإبداء بالرأي السليم الداعي إلى التعايش السملي والتعاون المشترك وليست في نفوسهم غبرة من الشكوك أن إلههم هي آلهة يعبدها النصارى واليهود أو غيرهما. نواياتهم صافية داحضة لإرغام الناس إلى الاعتراف بالواحد القهار

عبارتنا شتى وحسنك واحد # وكل إلى ذاك الجمال يشير

على الصعيد المحلي مثل هذه الأفكار لا يرجى منها الخير لأسباب يعود أساسها إلى ضعف المسلمين وحكامها. الدعوة الإسلامية الآن محصورة في أغلب الأوقات لا تتجاوز عتبة المساجد والداعية إليها محاط بالقيود والشروط ما أنزل الله من سلطان والمقبلون عليها جماعة من العكازين وأشباه الشلل ظنا منا أن الإسلام بقي محفوظ من السموات العلا والقانون يحمينا من الدعوة إلى الارتداد كما في البند 11(4). أما حكام بلادنا تحدث عنهم ولا حرج وإلا لما قيل أن ماليزيا بوتقة الانصهار والذوبان ولله الأمر من قبل ومن بعد