Jumaat, 23 April 2010

Hulu Selangor ...... فن التشنيع والتشهير



في خضم التنافس على المصالح والنفوذ معركة الانتخابات تحدث مجددا في بلادنا بعد أن هدأت لعدة أشهر. الأنظار تتوجه الآن إلى جزء نائي في أقصى شمال ولاية سلانجور الماليزية ذات طبع التعايش المشترك بين فئات الشعوب المتعددة الملايو والهنود و الصينيون وعدد لا بأس به من السكان الأصليين. هذا الانتخاب الفرعي هو المعقل الأخير لسامي بللو رئيس الحزب القومي الهنود للحفاظ على سمعته قبيل مغادرة القيادة وإعطاء الفرصة للوريث القادم ، كما يعتقد أن النتيجة مهمة للغاية لسيد نجيب رزاق رئيس الوزراء الماليزية بكونها التجربة المتوالية لإرساء شعار" وحدة الماليزية " التي تبناها ووضع أسسها قبل سنة تقريبا.


وتضاف إلى ذلك شعبية الرئيس أصبحت في الازدياد حسب استطلاع للرأي الذي أجرته الجهة المستقلة، ووصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق به قبل أعوام لعدة انجازات التي حققها أو بالأحرى حاول تحقيقها. ويأتي مجملها بالمشاريع البنائية والتنمية التي لا تقدر بالثمن وكثرة الالتفاف والاحتكاك أواسط المجتمع البسطاء ومعايدة مشاكلهم ومعاينة مأساتهم كما سعى سعيا حثيثا لإبراء ساحته وحزبه من جميع التهم " الملفقة " المتعلقة بالفساد بأشكالها وأنواعها، ونهب أموال الدولة مستعينا بها الشركة العالمية APCO للعلاقات العامة والإعلام حيث حقق مؤخرا نجاحا باهرا بمقابلة أوباما رئيس الولاية المتحدة.


مما لاشك فيه تحقيق النجاح بات أمرا محتوما على الحزب الحاكم وحلفاؤه مهما كلفهم الثمن، فليس من الغريب أن تشهد المنطقة بأسرها جميع كوادر التحالف الحاكم وأفراد طاقمها قادة وأعضاءا لمواجهة الوقيعة، فضاقوا الخناق على خصومهم التقليدي " التحالف الشعبي " بتكثيف الجهود المضنية والحملات المكثفة والهجوم الضارية ردا على تهم الخصوم ومزاعمهم. وبالمقابل لم تقف قوى المعارضة مكتوفي الأيدي أمام سحق العدو الكاسح، فقاموا بالمثل النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والسن بالسن والجروح قصاص.


من مساوئ معترك السياسة المعاصرة في بلادنا استخدام سلاح العرض والتشهير بدل أسلحة نارية فتاكة. رد تهم الخصوم لا يكون اليوم بالمماثلة بل انحرف إلى أقوى الردود وأنكاها، وقد تؤدي عادة إلى إثارة الفتنة وأكل لحوم البشر. سيلان الفتنة لكل من الطرفين المتنافسين على المقعد المقترع يفتح درسا جديدا لمستقبل مجتمع المدني الحر على مدى اضطرار الممسكين لزمام أمورنا وقيادة ساستنا للبقاء على المناصب متجاهلين الشرف والقيم. وهل هذه سنة الله لعباده في اخيار الأكفاء وأهل الاستقامة ؟. هذه هي النفايات المقراطية التي استوردناها من الغرب، وألبسناها لباسا جديد وأغلفة أنيقة باسم حزب العدالة وحزب الإسلامي وحزب القومي العنصري " أمنو" وغيرها، مفادها إدراك الغاية على حساب الوسائل لأن سلطان الأمة أو الإنسان في الديمقراطية الغربية سلطة مطلقة و قراراتها قوانين واجبة التنفيذ، حتى وإن كانت مخالفة للقانون الأخلاقي، ومتعارضة مع المصالح الإنسانية العامة.


الذنوب التي عافها الزمان والآثام التي طوت بعثرت من مدافنها واجتثت من مخازنها ليحكم عليها الناخبون أوقات الانتخاب وقد بات يستر صاحبها الرحمن الرحيم. فما عسى المرشح التائب أن يفعل سوى أخذ اللائمة التي لم تطرأ عليه لحظة لو لم يكن مرشحا. وهل نسينا أن أوباما في السباق إلي بيت الأبيض قد تعرض لاتهامات بأنه كان يتعاطى المخدرات في شبابه، وأن والده كان سِكِّيراً، وأنه عندما التحق بالجامعة كان يتبنى الأفكار الشيوعية، فمن أين أتت هذه الأفكار لو لم تكن من الغرب وما انطوت عليها سياستهم. ثم جاء أدوار الساسة في بلادنا ليطبقونها على أرض الواقع لإثارة المخاوف والقلق بين الناخبيين باستعانة وسائل الإعلام ودعاة الإفك المأجورين وهكذا. فإن الحملات الدعائية المتبادلة بين الطرفين تستحوذ على قدر كبير من مجازفات خطيرة تخص نزاهة الانتخاب والحرية وتجعل الناخبيين حيارى في اخيار أفضل المرشح والحزب الذي ينتمي إليه.


لعل الصواب أن يدرك الساسة في بلادنا نهجهم تجاه خصومهم السياسي بمنتهى الأدب ويأخذونها على محمل الجد حسب ما رسمه الدين الحنيف أن قدح الآخرين بدون أي مبرر ديدنة من لا دين له، فإن كان لا بد فاعلا فليلتزم المواضع الستة رحمكم الله ورعاكم.


القدح ليس بغيبة في ستـة # متظلم ومعرفٍ ومحــذرِ

ومجاهر فسقاً ومستفت ومن # طلب الإعانة في إزالة منكر