Rabu, 21 Oktober 2009

وداعا إن الركب مرتحل



بالأمس الدابر فقدت أسرة معهد الفتح الإسلامي والأمة الاسلامية بأسرها خاصة في دمشق الشام فضيلة العلامة الفقيد الشيخ محمد أديب الكلاس رحمه الله تعالى وكنت شخصيا تأثرت بشديد الأسى والحزن برحيله سائلا عزوجل أن يسكنه فسيح جنانه ويتغمده بواسع رحمته إنا لله وإنا إليه راجعون


الشيخ رحمه الله فيما اذكر عندما كنت طالبا بين يديه أيام التسعينات كان بارعا متضلعا بعلم الكلام صاحب حجة وبرهان وكان يلقينا مادة العقيدة والفقه الحنفي فكلما دخل إلينا نشعر ببالغ الفرحة والافتخار نظرا إلى مقامه من عمالقة المعهد وسندها الثاني بعد شيخ أشياخنا فضيلة الشيخ عبد الرزاق الحلبي عليه رعاية الله فكل واحد منا ينتظر الشيخ بفارغ الصبر وإن غاب عنا يوما فتلك كارثة ليس بعدها كارثة



شيخنا رحمه الله زاهد متواضع كريم جواد واذكر يوما أنه دخل إلينا كعادته لإلقاء الدروس وفي جيبه جملة من المال فقام يوزعها على الطلبة ولم يتفوه ببنت شفه عن سبب توزيعه وأما عن دروسه تحدث ولا حرج إذا أتى بالمثال بالفعل كان بليغا وإذا اتى بحجة وبرهان كأنها منزلة من رب العالمين أشياء لم نكد نسمعها من الآخرين رحم الله تلك الأيام ما كان أحلاها وأحلاها



أراد الله لي خيرا فاختار الشيخ ليكون مشرفا لي لإعداد البحث العلمي النهائي قبيل التخرج فاحتسبت في البداية أن القيامة قد قامت والناس محاسبون أمام ربهم وفي مقدمتهم أنا الفقير هكذا لثقل المصاب الذي كنت اشعر فيه بقيت أياما بل أشهرا أذم نفسي وأعاتبه حتى يفرج الله عني فأيقنت أن مصيري الجنة لا محالة عدت إلى الشيخ لأول مرة مطلعا إياه عن نفسي والأعمال التي قمت به فرد قائلا الله يفتح يا ابني اعمل ما بدا لك ثم راجعني فيه وكنا وقتئذ مارين على الرصيف





قمت بإطلاعه على مستجدات البحث بعض الحين فاستقرأني لبعض ما كتبت ثم أرشدني بإصلاح بعض المواضع المهمة مع إبداء رأيه فيه وفي الختام سلمت له النسخة ونجحني فيه وإن كنت على يقين أنني لم استحق كل النجاح رحم الله شيخنا رحمة واسعة ولله در القائل




فالموت حتم فلا تغفل وكن حذرا من الفجاءة وادع للذي عبرا














































Khamis, 1 Oktober 2009

أنا والعيد


بالأمس الدابر احتفلنا بعيد الفطر المبارك عسى أن يعيد الله علينا اليمن والبركة والإحسان وكل عام أنتم بالف خير واليوم كعادته عدت إلى الدوام مجددا بشوب من التقاعس والملل ولله الحمد تمكنت من العودة إلى أرض الوطن خلال هذه الإجازة غير القصيرة فانتهزت كل طاقتي بمعايدة الأحباء والأقرباء الدانية منها والقاصية ومن حسن حظي هذه السنة استطعت أنا وثلة من الإخوة بزيارة أستاذنا الشيخ فهمي بن زمزم علية كلائة الله ورعايته وأحسب أاني لم أعد ألقاه لفترة دامت سنة أو أكثر


فقد أطلعنا أستاذنا عن مشارعه التربوية والخيرية التي قام بها سيادته في بنجر ماسين بكل نهم وسرور كما كنا قد استمعنا إليه بكل شغف وبالفعل كانت الدهشة تغمرنا والنشوة تحفزنا والشوق ينتابنا فلم تمض برهة من الزمان استطاع أستاذنا لم شعث الراغبين في العلم والمحتاجين إلى العلماء بارتياد إلى مجمعه طوعا عن أنفسهم


وفي النهاية عملنا جولة مفصلة بزيارة بعض أساتذة المعهد مستطلعين عن أخبارهم ومطمئنين عن أحوالهم وكنت قد شكرت الإخوة خريجي لاعيتن اندونيسا أخونا عبدالله وعثمان وزعيم وذاكرالدين وناظم بإعداد هذه الجولة وأحسب أنها ضرب العصفورين بحجر واحد ولكن من سوء حظي لم أبق معهم طويلا لموعد وعدت اقواما


أمر أود التحدث عنه نحن معاشر خريج المعهد أرى اليوم فينا - وأنا منها - نكسة إذا جاز التعبير التي تتسرب في الكيان شيئا فشيئا فأين لنا التودد والإخاء والتآسي أو على الأقل التراحم للمعهد والقائمين لها والكل منا يعلم حياة المعهد تسير الآن كعادتها قبل عشرين عاما إخلاصهم لله هو الأجر الوحيد يتقاضون به حياتهم اليومية ليست لديهم ما يتمناه العامل الأجير في آخر الشهرمن قبض وتصريف ولكن صمودهم قد تجعل الجبال الرواسي مفككة فهل من الصعوبة بالمقام أن نزورهم ونتلمس من أيديهم الدعوة الصالحة

اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء وأبناء الأنصار